الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

تكست العدد الخامس - الصمت و التصميت: هل ابتدع صاموئيل بيكت تقنية جديدة - تصميت تيار الوعي - عبدالستار عبد اللطيف الاسدي

الصمت و التصميت: هل ابتدع بيكت تقنية جديدة - تصميت تيار الوعي؟




عبدالستارعبداللطيف الاسدي




الصمت آلية من ذخيرة العمل الادبي وعُدّته , منه ما هو "خارجي" Extrinsic – اي متأتٍ من خارج النص و يخص القارئ او المشاهد وهذا يجد صداه فيما عرف بالنص الباطن Sub-text حيث يسعى المتلقي الى تكوين او بناء او حتى انشاء النص الذي على ضوئه يَفهم او يَتخيل او يُأوّل ما لم يجر اللسان (لسان المؤلف او الشخصية) عليه بكلمات او حوار او ما لم يُؤّدى في فعل Action او حركة و يترك اليه فرصة لولوج العناصر اللاشعورية في العمل الادبي نفسه لأِماطة اللثام عن معان اخرى وقد اضاف "النقد ما بعد الحداثة" (مثل نظرية استجابة القارئ و تطبيقاتها) افاقا رحبة لأِستغوار النص الباطن وبالتالي فالصمت بهذا المعنى يُعنى بما هو خفي او متضمن او مقترح او ما يُلّمح اليه تلميحا او ما هو غامض و ملتبس او هامشي او مختلف او مراوغ لغويا او غير مُؤكد عليه...الخ وأن فترات الصمت في النص انما تخفي و تفضح في ذات الوقت – كما يعتقد بييره ماشييري Pierre Macherey و فردريك جيمسون Fredric Jameson – تناقضات ايديولوجية , من شأن النقد تسليط الضوء عليها و يشدّد جيمسون على اللاشعور السياسي للنص بمعنى ان النص الباطن يُشكّل من الناحية التاريخية و الايديولوجية ما هو مستور و ما هو مكبوت و ما هو صموت 1.



و من الصمت ما هو "داخلي" Intrinsic- اي مولود بالنص وفي ثناياه ويجري بعروقه ودمه و يخص الكاتب المبدع وهدفه - على حد تعبير هارولد بنتر2 - السعي "للتخلص من الضغط الكامن وراء الكلمات" وقد ُأستُثمِر دلالة لكل ما لم يجد طريقه في حوار او فعل Action بالعمل الفني فَأحيط بالصمت و ُغيّب وينبغي ان يعامل على ذات القدر من الاهمية مع ما قيل فصار فعلا دراميا Action وهو بهذا المعنى استخدم من قبل جان جاك بيرناردJean-Jacques Bernard (مؤسس مسرح الصمت) و مونترلانت Montherlant






و صاموئيل بيكت و بنتر الذي عرّفه في خطاب يرجع عهده الى عام 1962 حيث يقول"هناك نوعان من الصمت ، الاول عندما لا ُتنبس بِبنت شفة ، و الثاني عندما يستخدم سيل دافق من اللغة ... ان الكلام الذي نسمعه دليل على كلام آخر لم نسمعه ، مقفول تحته" 3 ، اما بيكت فيرى انه من الاجدر ان" ُتحطـِّم النصوص و تسحقها من ان ُتسـوِّد الهوامش " وهو يعبربذلك عن الانسحاب من "المفردة" وعجز اللغة عن التعبير اي عن تهشيم قيمة اللغة
Devaluation و فقدان الايمان بها و عدم الثقة بها ..."ان اللغة غير سديدة فيما تنقله حيث لا يوجد تواصل ...لانه لا توجد وسائل للتواصل"...4 بل ان الصمت عنده يتخذ بعدا فلسفيا عميقا ضاربا جذوره في التراث الانكليزي القروسطي على وجه الخصوص والى الاعتقاد السائد انذاك ان الانسان باختراعه اللغة انما ضيَّع على نفسه فرصة اكتشاف عوالم اخرى لا تنفع معها اللغة ... ولو انها سهَّلت عليه اكتشاف عوالم معينة دون اخرى ...و مثل الانسان وعلاقته باللغة مثل الانسان وعلاقته بالشمس التي منعت عنه رؤية عوالم السماوات في الوقت الذي انارت له دربه في عالم الارض و كذلك هي حواسه التي كشفت له عالمه الارضي و غيَّبت عنه "الاحساس" بالموجودات السماوية و الاثيرية و هو اعتقاد روّج له جورج تشابمان George Chapman في كتابه تراتيل الليل Hymms Ad Noctem (1594) و بيكن Bacon و راليه Raleigh و كريستوفر مارلو C. Marlowe و الثلاثة اعضاء في عصبة الليل School of Night ومن ثم التحق بها الشاعراللاهوتي ميلتون Milton و من آرائهم احتقار( النهار) كونه يمثل "شهوة العين" the Lust of the Eye ودالة الدنيا الهابطة الرذيلة بالمعنى اللاهوتي و دالة كيوبد حيث نواميس الطبيعة وهي نواميس عامة "كونية" بينما يرون في الليل "حالة التوحد" the Condition of Oneness قبل "العماء او الكايوس" Chaos و حالة الاستكانة قبل اتخاذ قرار الخليقة Creation و الليل هو العلة الالهية لوجود عالم الطبيعة و هو ألأم الظلام او ألأم الليل the Nocturnal Mother و هو ربة الالهام الخفية للعلماء بل ان لليل رب اخر هو الشيطان و لهذا السبب اتهم هؤلاء بالهرطقة فاعدم من اعدم و اغتيل نفر منهم و اكتفي بهذا النزر اليسير ... لنعود الى ما يخص موضوع البحث فلا ريب من ان يوظف صاموئيل بيكت الصمت بهذا البعد في مسرحيته كما اعتقد خاصة و انه اختار "الليل" زمنا وان اضاف اليه فكرة الموت ليغدو الصمت "لغة الموتى" الذين رحلوا جراء القهر السياسي و العجز عن البوح و كبت الحريات و استخدام العقب الحديدية و الخوف غير المدون و الارهاب اللاملفوظ!



من نافلة القول، افادة بيكت من المنجزالروائي لجيمس جويس ولفرجينيا وولف و تقنياتهما و اخصها تيار الوعي و حيث يوجد تيار الوعي يوجد الصمت في التشخيص Characterization و لكن الصمت كتقنية اشمل و أعم من تيار الوعي وهو ما لم يتنبه اليه جويس نفسه وقد بزّ بيكت في هذا المجال استاذه جويس – و هو الذي اشتغل عنده سكرتيرا ردحا من الزمن و تعلم منه الكثير عن كثب - ففي مسرحية (انتظار كودو) على سبيل المثال ذهب بعيدا في تطوير استخدامات الصمت الذي وصفه فيما بعد "بأنه يتدفق في المسرحية كالماء في سفينة غارقة" 5 و أنه "يمثل حركة مؤسلبة stylized في المسرحية و يجب ان تحترم" 6 و "هو الحياة الساكنة ستيل-لايف still-lifeعلى المسرح بل يمكن اعتباره شاشة مموهة لاخفاء (ما يلفظ بكلام منطوق)" 7 وقيل انه اثراء الفن في توظيف انظمة لالغوية و لالفظية 8 Avocal or Alinguistic disciplines و نرى انه من بين استخدامات الصمت عند بيكت :



(اولا) تصميت الحوار Silencing Dialogue وهذا واضح بتاكيد الجانب الحركي Kinetic Part لشخصية لاكي الذي ألتفع بالصمت على المسرح طوال الفصل الثاني برمته حتى انتهاء العرض دون حوار .



(ثانيا) تصميت الفعل الدرامي بالتوقف تماما عن الحركة و تجميدها لفترات زمنية تقاس بالثواني و قد تطول او تقصر و بحسب رؤيته الاخراجية محاولا في ذلك تقليد حركة الفلم في السينما الصامتة Silent Cinema و الاستفادة من بطء حركة الكادر كتقنية سينمائية لها وظيفتها المنسجمة مع و في الاداء المسرحي.



(ثالثا) تصميت المشاعر ويتضح عند امساك لاكي عن الالم و التمنع الذي يبديه في عدم الاحساس بالمعاناة و الالام Imperturbabilityعلى الرغم من الضربات الموجعة التي يتلقاها مثلا في مناطق حساسة ساعيا في ذلك بلوغ الاتاركسيا Ataraxiaاي حالة موت الاحساس ويشير بيكت الى ذلك في خطبة لاكي بلفظتين لاتينيتين هما اباثيا Apathia و تعني الخلو من الالم و الاثامبيا Athambia و تعني الصمت ازاء الالم!




(رابعا) تصميت زمكاني: ان بيكت اشار الى (طريق ريفي و شجرة و ذات مساء) وصمّت جوانب اخرى... صمّت وجود رابية صخرية يصعد اليها استراجون بين الحين و الاخر كما صمّت وجود خندق قريب حيث يقع بوزو و لاكي ثم فلادمير و اخيرا استراجون في الفصل الثاني كما صمّت عنا كثرة "الالغام" في الجوار- الغام من غائط و بول ... و صمّت جانبا من الزمان فالحدث لم يجرِ كله في المساء بل يبدأ و الشمس لم تزل وقت الاصيل لتنسحب شيئا فشيئا ناحية الغروب وليُظًلّم المسرح تدريجيا فيسود ظلام ثم هنيهات و يظهر القمر! ترى لماذا اخفى بيكت ذلك؟





(خامسا) تصميت تيار الوعي of Consciousness Silencing of the Stream عند احد الشخوص و هنا اشتغل بيكت في ميدان معاكس تماما لما اراده جويس بل ونراه ابتكر تقنية جديدة لم تأخد حصتها من التركيز هي تصميت تيار الوعي نفسه و بذلك "حرم" القارئ كما "حرم" الشخوص في النص ذاته في لحظات معينة و في مفاصل مهمة بالعمل الفني من الولوج الى عالم الشخصية تلك و معرفة اسرارها و سريرتها و ما تكنه من وجهة نظر ازاء محيطها و ازاء الشخوص الاخريات وما ُتبيّت لها من خطط او دسائس ...الخ و عليه فأن تصميت تيار الوعي يؤول الى خلق فجوات في المعنى الذي يتشكل عند بيكت على طبقات اشبه بطبقات البصلة منه الى الجوزة التي ما ان تكسر قشرتها الصلبة حتى تجد اللب لكن طبقات البصل شتى الواحدة تحت الاخرى وصولا الى القلب فعلى سبيل المثال قد تقرا مسرحية (انتظار كودو) اول مرة وقد تعتقد للوهلة الاولى انها تخلو من المعنى و ربما تافهة و هذا يعني انك في الطبقة الاولى بينما ترى في الطبقة الثانية انها زاخرة بافعال (التهريج و الاضحاك) Buffooneries and Clownishness كتلك التي يمارسها مهرجو السيرك و المضحكون كلعبة تبادل القبعات التي تكرر 33 مرة في الفصل الاول ولعبة خلع الحذاء و اعادة لبسه و لعب اخرى تنم عن السخرية وتمارس بشكل "فارس" Farce اضافة الى اكتشافك جوانب مأساوية مثل علاقة العبد لاكي بالسيد القاسي القلب بوزو لكن عند مستوى اخر تكتشف عالم الذكريات الخفي لكل الشخوص و الاهم هو عالم فلادمير و استراكون الرهيب و كيف ان فلادمير انقذ استراجون اكثر من مرة من موت محقق سواء بالضرب المبرح او الموت غرقا في نهر الراين ...الخ و كيف انهما هربا سوية من بلاد ماكون Macon ليحل بهما المقام في ارض كاكون Cacon و هنا قابلا كودو في الماضي البعيد و ربما قبل اكثر من خمسين عاما من تواجدهما هنا و عند مستوى اخر من المعنى تكتشف رهاب الخوف و التسلط و القهرلترى الشخوص في نظام توتاليتاري مستبد فكل من حولهما يراقب و يتربص و يحصي حركاتهما , هنا ينبغي ان نتذكر توظيف بيكت لفكرة الفيلسوف جيرمي بانثم Jeremy Bantham في حلمه بأنشاء سجن مثالي المسمى بانوبتكون Panopticon يستطيع السجان من مراقبة المعتقلين من دون ان يشعروا او يحسوا انهم مراقبون





.انه تصميم دولة بنظام شمولي فهنا كل شئ ممنوع حتى الضحك فما بالك بالحقوق الانسانية ثم انهما تنازلا عنها طوعا لكودو يوم المقابلة المشؤومة و هنا نصغي لهما يتحدثان عن الاستعمارالاوربي بشقيه (الشرقي و الغربي) و (هنا الاشارة الى ستالين همزا و لمزا باللعب على ترجمة اسمه) كما يتحدثان عن القنبلة النووية الاولى و عن فناء البشرية و عن قانوني الدموع و الفرح - القانونان اللذان هيمنا على ذهنية الساسة و المفكرين الغربيين طوال قرون نحن في الشرق خبرناها جيدا و هما قانونان غريبان وصفهما بيكت بهذا الوصف متصورا انهما يتناسبان تناسبا عكسيا – احدهما مع الاخر - اذ ما تزداد الدموع في بقعة الا بما متع به الاغنياء في بقعة اخرى ...و عند مستوى آخرنكتشف قلب ظهر المجن - نكتشف خيانة فلادمير لصديق العمر استراجون و تخطيطه المبيت لتسليم رقبته للجلاد (الاخ الاكبر) الذي بالتاكيد سيعدمه شنقا مصداقا للقصة التي استهل بها فلادمير الفصل الاول عن احد اللصين الذي يعدم مع السيد المسيح بينما نجى الاخر بجلده .ان الشنق سيتم في الفصل الثالث للمسرحية لو اختار بيكت لها فصلا ثالثا و لكنه كما اعتقد كتبه بصمت و ترك لنا خاتمة الحكاية ...ان بيكت صمّت تيارالوعي لدى فلادمير لاخفاء ثيمة الخيانة عميقة الغور في المسرحية وهي الثيمة التي ارقت بيكت شخصيا منذ تعرضه للخيانة ايام الاحتلال النازي لفرنسا و انضمامه للمقاومة و كادت حياته ( وحياة زوجته) ان تراق سدى ضحية العمل الخؤؤن مرتين في اوقات متقاربة ونتيجة كهذه لها انعكاسات خطيرة من شانها ان تغير مفاهيم اعتدنا على ترديدها حول ما اطلق عليه في وقته انه "مسرح العبث" اذ تتطور الشخصيات و تتغير المسارات و يتحرك الفعل الدرامي خطوات و يسجل نقلات ويحدث ما يحدث و نتيجة كهذه لم تأت من فراغ او بناء ميلودرامي دون مقدمات لان الاشارات لها كثيرة مبثوثة في خلايا النص9 و يعتقد ان بيكت بابتداعه تقنية تصميت الوعي انه أفاد من قراءاته في علم النفس الحديث و تجارب غسيل الدماغ لاسرى الحروب الصينية و الكورية اضافة الى تجربته الشخصية عندما دخل مصح الامراض النفسية للعلاج على يد الدكتور بيون
Bion و الذي طالما ناقشه في الاليات المتبعة و امكانية كبت الوعي! 10 .

(سادسا) تصميت اللغة و قد ابتدأ لعبته في العنوان قبل ان يمارسها بعد حين في متون النص اذ حذف - على رأيٍّ كثير من النقاد - من العبارة الفعلية حرف الجر On الدال على الزمانية When ثم ترك العنوان حتى اتمامك قرائته عائما في صمت آخرفهناك تصميت قبلي Prior و تصميت بعدي Post- وقد انتبه جل المترجمين العرب الذين تصدوا لهذا العمل الى فجوة العنوان فأضافوا الباء وهكذا وردتنا المسرحية على انها "بأنتظار كودو" و لا ادري ان كان الباء هنا يفيد الزمان ام لا و الافضل لو سبق ب "لمّا" ليصبح "لمّا بأنتظار كودو!" لتعطي الايحاء بالمنتظر و اللامنتظر و المتوقع و اللامتوقع و المرتقب و اللامرتقب . ولا ريب ان القارئ المتمعن للنص الانكليزي يدرك اكثر من غيره ان بيكت لجأ الى تصميت اللغة بحذف اجزاء مهمة في الجملة باللغة الانكليزية فقد حذف افعالا كما حذف فواعل (ج فاعل) و مفعولين (المقصود جمع مفعول به) و اكتفى احيانا بحرف الجر فقط او بعبارة ظرفية (اسم فعل و مفعول به) Participial Phrase او (جار و مجرور) Prepositional Phrase بل ان بيكت اشار الى ذلك في خطبة لاكي بالفصل الاول ذاكرا امراض تلكؤ الذاكرة وعدم القدرة على اللفظ مثل الافازيا Aphasia ثم انه بلغ شغفا بالصمت شأوا كبيرا حتى انه خلّف مسرحية لم يتسن له نشرها و يعتقد البروفيسور فنتان او- دونوك Fintan O'Donoghue انها كتبت بين اعوام 1973- 1975 و تمثل زيف انسان القرن العشرين و ضياعه اما الناقد اريك ميثسون Eric Matheson اعتبر اللقية الجديدة هي العدم او الفراغ Nothingness و هي نقلة نوعية في اعمال الفترة الوسطى لبيكت لكن المسرحية ظلت مخطوطة حتى العثور عليها في نيسان 2006 من بين ركام من اوراق كثيرة تركها ضمن ممتلكاته في باريس و بعد اسابيع فقط من الاحتفاء العالمي بمرور مئة عام على مولده و قد تجاوز عدد صفحاتها (23) صفحة صامتة بيضاء و من فصلين بين غلافين سميكين! و هي النسخة المختصرة لنص اطول عدد صفحاته 81 و لكن يبدوا انه فضّل الرقم 23 و لانعلم السبب ! بل العجيب في الامر كله انه رشّح ثلاثة عناوين لها - الاول "خمسة احاديث" Five Conversations و الثاني "انتروبوليس" Entropolis و الثالث "وقفة" او لعلها فعل امر "قف!" - Stopو عليك ان تختار ما يناسبك! 11.

هوامش لابد منها:

1. J.A.Cuddon, The Penguin Dictionary of Literary Terms, 5th ed., (London: Penguin, 1998), pp. 877, 910.

2.Ibid, p.877.

3. As quoted in Ronald Hayman, How To Read a play, 3rdRepr. (London: Methuen, The Chaucer Press, 1984), p.30.

4. Barbara Reich Gluck, Beckett and Joyce: Friendship and Fiction (London: Bucknell University Press, 1979), pp.47 & 112.

5. Beryl S. Fletcher, et al, A Student's Guide to the Plays of Samuel Beckett (London and Boston: Faber and Faber Ltd, 1978), p.36.

6. Ibid. p. 44.

7. Ibid.p.23.

9.Gluck, p. 110.

9. Abdul-Settar Abdul-Latif Al-Assady, The Invisible Perfidy in Waiting for Godot in University of Basrah Studies in English Series: Contemporary Studies in Descriptive Linguistics, edited by Graeme Davis and Jinan Fedhil. Vol. 16 (Oxford, Bern, Berlin, Bruxelles, Frankfurt am Main, New York, Wien, 2008), p.304 pp.

10. Steven Connor, "Beckett and Bion"- a paper submitted to the Beckett and London Conference which took place at Goldsmiths College, London in 1998.

11. "Scholars Discover 23 Blank Pages That May As Well Be the Lost Samuel Beckett Play". The Onion, April 26, Issue 42.17. See http://www.theonion.com/articles/scholars-discover-23-blank-pages-that-may-as-well,1946/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق