الأربعاء، 11 أغسطس 2010

تكست - العدد الخامس - لم نعد تمامـــا - للشاعر عبد الرزاق الربيعي


لم نعد تماما...

عبدالرزاق الربيعي

فجأة...

وجدنا أننا

لم نعد تماما كما كنا..

أنت في قارتك تبرقين

كالانتظار عندما يوشك...

وأنا في جزيرتي

استاف الرمال ...

ووسط الفراغ المطلق

ابحث عنك...

عن النهر الذي كنا نجري فوق ضفاف عصافيره

طفلين بلا ماض ولا مضارع

طائرين بلا حدود

وألان..

لم نعد كما كنا...

انظري إلي َ عبر كاميرا الشبكة الزرقاء

سترين قدمي َ غاطستين

في ظلمة البحر

مثلما أرى

قدميك نابتتين في جليد المحيط

انظري الينا مليا

لم نعد كما كنا قبل ان نغادر طين النهر

فلقد سقطت أسنان أحلامنا اللبنية

وسقطنا في السواد....

حين ابتعدنا عن السواد

لم نعد كما كنا..

انظري مليا

أنا اجف ُ تحت شمس حارة

وأنت ترتجفين تحت شمس باردة

حتى النجوم فوق رأسينا

لم تعد كما كانت تلمع فوقنا عندما كان النهر..

والقمر اختلف أيضا

لم يعد يشبه قمرنا الذي يضيء

عتمة ليالينا

ونحن نهمس تحت الأشجار

الأشجار الحنونة البيضاء

وليست الأشجار الصلدة التي اسند عليها جثتي هنا

والشاهقة التي حتى العصافير تجد صعوبة في تسلقها هناك

لم نعد كما كنا

حتى الزمن انشطر في الواجهة

انت تدخلين في قلب الليل

وأنا استقبل صياح الديك

وحين يتنفس صبحك

اخلد الى النعاس

حتى رقمك في دفتر تلفوناتي استطال كالمسافة

أتدرين لماذا ؟

لأننا...

لم نعد كما كنا

ولم تعد الأشياء كما كانت

عندما كنا نجري تحت الأشجار

كمياه النهر

* شاعر عراقي

للعـــــــــــودة للصفحة الرئيسة - العددالخامس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق